فــخ (( لــو )) من ينجو منه ...
فـــ (( لــو )) ذات طاقة خاذلة ، قاتلة ، و ذات تأثير سام يشبه لوعة الوداع ،
فكم من الذين فاتتهم فرص الحياة فقالوا (( لــو )) و عاشت في تفاصيل
يومهم على الرغم من بزوغ شمس جديده كل نهار .
فألم (( لــو )) لا يشبه حتى الموت ، و عذاب (( لــو )) أصعب من حرب شرسة
تدور رحاها على ارض قلبك و بين قرارك الوقوف أو المضي و وداعا لها
و لأساها و قلقها الموغل في الألم .
لا يدرك ألمها إلا من عاش حرفيها بطول اللام .. و ندم الواو ..
كأنها فرصة سانحة لتعذيب الذات لجلدها و قهرها .
و الأقسى حين يمارس ضدك من حولك فرصة (( لــو )) و يكيلونها لك
و لأفعالك ليزدادوا في قهر الضمير و اللوم الذي لا ينتج عنه إلا قيح نفسي
يمتد ليحتل مساحات الجسد بكل خلاياه و مناطق أنفاسه فالبعض يدعي المحبة
و يجاهر بلوم غير مسبق الظل و الفجوى .
و يزداد الأسى كأنه دوامه يوميه لا تنتهي إلا بانتهاء املك بالفرح القريب
و الواعد بيوم خال من الأسى و الندم .
(( لــــو ))
الأقسى و الأكثر تشجيعا على الهزيمة و التراجع و التخاذل المعلن
الأقسى و الأكثر تشجيعا على الهزيمة و التراجع و التخاذل المعلن
الذي يهد كل بنيان الوهم و الواقع .
فالبعض لا يكفيه أن يعاني منها بصمت و دمع ، بل يصدرها إلى غيره
بمنتهى التأمر و العداء .
إذا بحثت خلف المهزومين على طول الخط ، ستجد أنهم يعانون من
(( لــو)) و أنها تسير في دمهم كأنها جزء من حياتهم .
و إذا بحثت عن الضاحكين و المبتهجين بقوتهم لمجرد أنهم أحياء ستجد
أنهم من أولئك الذين تركوا كل ماضيهم و كل الفرص الضائعة
و الأخطاء الصعبة خلفهم و لم ينظروا إلا إلى أمل متوهج يحتاج إليهم
كما يحتاجون إليه ....
فقد تخلصوا منها سريعا قبل أن يعطب القلب من كثرة دورانها
في فلك اليوم و الأمس و الغد .
وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
..:::(( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
وفي كل خيراحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز و إن
أصابك شىء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل
قدر الله وما شاء فعل فإن لـــو تفتح عمل الشيطان )):::..
0 التعليقات:
إرسال تعليق